في حادث مأساوي وقع صباح الأحد، تأكد مقتل 16 من عمال المناجم إثر حريق في منجم شانجياوشو للفحم في مقاطعة قويتشو، جنوب غربي الصين، وذكرت حكومة مدينة بانتشو أن الحريق، الذي نشب حوالي الساعة 8:10 صباحًا بالتوقيت المحلي، يُعتقد أنه نتج عن اشتعال الحزام الناقل، أدى هذا الحدث المؤسف إلى محاصرة 16 فردًا تحت الأنقاض، وعلى الرغم من الاستجابة السريعة لفرق الطوارئ التي تمكنت من إطفاء النيران وتخفيف درجات الحرارة في الموقع، تم العثور على جميع عمال المنجم الستة عشر صرعى.
يقع منجم مدينة بانتشو على بعد أكثر من 2250 ميلاً جنوب غرب بكين، وهو واحد فقط من آلاف مناجم الفحم العاملة في جميع أنحاء الصين، وباعتبارها الدولة الرائدة على مستوى العالم في إطلاق الملوثات التي تؤدي إلى تغير المناخ، فإن اعتماد الصين الكبير على الفحم واضح للغاية، وحتى مع تعهد بكين ببلوغ ذروة انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2030، فإن عمليات الفحم في البلاد مستمرة على نطاق واسع.
لا تزال السلامة في قطاع التعدين في الصين مصدر قلق ملح. على الرغم من التحسينات الملحوظة في معايير السلامة خلال العقود الأخيرة، إلا أن الصناعة لا تزال تعاني من تكرار الحوادث. ويمكن أن تعزى العديد من هذه الحوادث إلى التراخي في تطبيق بروتوكولات السلامة، وخاصة في عمليات التعدين الصغيرة. وتعكس الإحصاءات الرسمية صورة قاتمة: ففي العام الماضي، لقي 245 شخصا حتفهم في 168 حادث منجم منفصل في جميع أنحاء البلاد.
وتسلط الأحداث الأخيرة الضوء بشكل أكبر على المخاطر المرتبطة بالتعدين في الصين. وأدى انفجار منجم للفحم في مقاطعة شنشي الشهر الماضي إلى مقتل 11 شخصاً، وفي حادثة هامة أخرى في وقت سابق من هذا العام، تعرض منجم للفحم في منطقة منغوليا الداخلية لانهيار هائل، مما أدى إلى انهيار أرضي أسفر عن مصرع العديد من الأفراد وفقدان كثير من المركبات، وبلغ إجمالي ضحايا هذه الكارثة، 53 فرداً.
وقد لفتت مثل هذه الحوادث الخطيرة انتباه الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي أكد على أهمية عمليات الإنقاذ وسلامة مواطني البلاد، وفي حدث مأساوي آخر في ديسمبر الماضي، انهار منجم للذهب في منطقة شينجيانغ بشمال غرب البلاد بينما كان حوالي 40 من عمال المناجم يعملون تحت الأرض، مما يسلط الضوء على التحديات المستمرة والحاجة الملحة لتعزيز تدابير السلامة في قطاع التعدين في الصين.